رويترز: دول غربية حذرت من فض اعتصامى الإخوان حتى آخر لحظة.. ولوحوا بسحب الدعم السياسى والاقتصادى الدولى.. والفريق "السيسى" لم يرضخ للضغوط الخارجية
الخميس، 15 أغسطس 2013 - 02:36
الفريق أول عبد الفتاح السيسى
كتبت إنجى مجدى
قالت وكالة رويترز، إن الحلفاء الغربيين وجهوا تحذيراً لقادة الجيش المصرى حتى اللحظة الأخيرة، من استخدام القوة ضد اعتصامى أنصار جماعة الإخوان المسلمين، قائلين إن مصر قد تتحمل أضراراً سياسية واقتصادية.
ووفقاً لدبلوماسيين غربيين فإنه على الرغم من إعلان فشل جهود الوساطة الدولية لحل الأزمة السياسية فى مصر، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى واصلوا الرسائل التنسيقية مع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى والدكتور محمد البرادعى، نائب الرئيس عدلى منصور، خلال عطلة عيد الفطر، مناشدة بضرورة التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
وقال ليون برناردينو، مبعوث الاتحاد الأوروبى الذى شارك فى قيادة جهود الوساطة الدولية: "كان لدينا خطة سياسية على الطاولة، التى قبل بها الطرف الآخر"، مشيراً إلى الإخوان المسلمين.
وأضاف ليون فى تصريحات عبر الهاتف لرويترز: "كان يمكنهم اتخاذ هذا الخيار، لذلك كل ما حدث اليوم لا لزوم له"، وأشار إلى أن آخر نداء تم توجيهه للسلطات المصرية كان يوم الثلاثاء وقبل ساعات من بدء فض الاعتصام.
وقال دبلوماسيون أن بعضاً من الرسائل الأمريكية قام وزير الدفاع تشاك هاجل بنقلها للسيسى مباشرة على الهاتف، ووفقاً لشخص مشارك فى المحادثات فإن واشنطن طلب من السعودية أن تخبر السيسى أنه بحاجة إلى إيجاد حل سلمى شامل للاحتفاظ بالدعم المالى والسياسى الدولى.
وأشارت رويترز، إلى أن الوسطاء الدوليين حاولوا إقناع الجانبين فى مصر بسلسلة من تدابير بناء الثقة المتبادلة والتى تتضمن إطلاق سراح السجناء وخروج مشرف لمرسى من السلطة مقابل تعديل الدستور وإجراء انتخابات جديدة العام المقبل.
وقال مصدر عسكرى، إن الجيش لم يعتقد أن الإخوان سيوافقون فى نهاية المطاف على أى اتفاق، بل إن القادة المصريين شعروا بأنهم يناورون فقط لكسب الوقت، ودلل: "لقد قالوا للوسطاء شيئاً، ثم أخبروا مؤيديهم بالنقيض"، وأضاف أن الرأى العام وضع الجيش فى موقف صعب، بسبب غضبه الشديد حيال تصريحات عضوى الكونجرس الأمريكى خلال زيارتهم لمصر، الأسبوع الماضى، وكذلك تلك التقارير المسربة الخاصة باتفاق محتمل بين السلطات وجماعة الإخوان.
وقال المصدر الدبلوماسى، إن الوسطاء الغربيين حاولوا إقناع السيسى أن مصر سوف تعانى استقطاباً سياسياً دائماً ومصاعب اقتصادية إذا تم استخدام العنف، وأضاف أنه جرى تحذير السيسى ووزير الداخلية محمد إبراهيم، صراحة، بأن البرادعى سوف يستقيل إذا اختاروا القوة ولم يبقوا على مسار التفاوض، مما يجرد الجيش من مصدره الرئيسى للاحترام المدنى الليبرالى.
وأضاف أن التحذيرات كانت صارخة على الصعيد الاقتصادى، حيث تم تحذير مصر بأنها ربما لا يمكنها تحمل استمرار إنفاق 1.5 مليار دولار شهرياً، حيث ستنفذ احتياطياتها خلال أقل من عام، وأضاف أن البعض داخل الحكومة أدركوا حاجة القاهرة إلى دعم دولى أوسع، بما فى ذلك التعاون مع صندوق النقد الدولى، لإنعاش الاقتصاد.
وقالت الوكالة الإخبارية الدولية، إن الوسطاء حذروا أيضاً من أن أى تحرك لتفريق الاعتصامات من المرجح أن يسفر عن سقوط مئات القتلى ودفع العديد من النشطاء السلفيين، الذين أيدوا عزل مرسى فى البداية، إلى الانضمام للإخوان.