"خبراء" يكشفون ما وراء انسحاب أمريكا من اليونسكو ؟
الخميس 12/أكتوبر/2017 - 05:10 م
صورة أرشيفية
في الوقت الذي تشهد فيه أروقة "اليونسكو" معركة سياسية حادة في ظل انتخابات المدير العام للمنظمة، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارها بالانسحاب من المنظمة اعتبارًا من 31 ديسمبر القادم، بعد توقفها منذ سنوات عن تمويلها، وعن التصويت، حيث كانت متوقفة عن أداء دورها كعضو في المنظمة.
كما وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان انسحابها، الاتهام إلى المنظمة بأنها تعادي إسرائيل، وفي السياق ذاته وصفت المدير العام للمنظمة إيرينا بوكوفا، انسحاب أمريكا بالخسارة .
ما وراء انسحاب أمريكا من اليونسكو؟
وفي هذا الصدد كشف عدد من الخبراء الدوليين الأسباب وراء انسحاب أمريكا من "اليونسكو"، في هذا الوقت، موضحين أنها كانت متوقفة عن أي أنشطة في المنظمة منذ فترة طويلة؛ لذلك القرار كان متوقع، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب لديه موقف معادي من المنظمات الدولية بشكل عام، بجانب الاعتراف بالقدس الذي جعل هناك مشكلات بين الطرفين.
تجميد عضويتها
وقال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن أمريكا منذ دخول فلسطين إلى المنظمة، جمدت عضويتها؛ وتوقفت عند دفع نصيبها، مما أحدث عجز في ميزانية المنظمة 50 مليون دولار، وكانت تلك إشارة لإمكانية الانسحاب نهائيًا.
موقف ترامب من المنظمات الدولية
وأشار "صادق" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن الانسحاب هو أمر طبيعي، نظرًا لأنها لا تدفع نصيبها ولا تشارك ولا تصوت، موضحًا أن الرئيس الأمريكي منذ انسحابه من اتفاقية المناخ، اتضح موقفه المعادي من المنظمات الدولية بشكل عام. حيث اعتبر أنها لا تؤدي دورها بشكل سليم، ولا فائدة منها.
إنذار من ترامب
وأوضح أن وراء انسحاب الولايات المتحدة، من منظمة "اليونسكو"، إنذار إلى تلك المنظمات؛ لتقوم بإصلاحات أكثر، وإصلاح النظام الإداري، حتى لا ينسحب من منظمات أخرى، مما يُزيد من خسائر الأمم المتحدة.
انسحاب إسرائيل
وتوقع "صادق" انسحاب إسرائيل أيضًا قريبًا خاصة أنها جمدت عضويتها مثل أمريكا، مشيرًا إلى أن هذا ما جعل مرشح قطر في انتخابات اليونسكو، يتصدر الجولات الثلاث؛ بعد الوعود بتسديد ديون المنظمة.
لم تكن المرة الأولى
من جانبه، قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن قرار الخارجية الأمريكية بانسحاب واشنطن من اليونسكو اعتبارًا من 31 ديسمبر لم تكن الواقعة الأولى بل حدثت من قبل في عام 1985 اعتراضًا على سياسات مدير اليونسكو حينها ومواقفه لأنه أفريقي.
الانسحاب لأسباب سياسية
وأضاف بيومي، أن انسحاب أمريكا من اليونسكو حاليًا يأتي لأسباب سياسية في المقام الأول وذلك بعد مواقف المنظمة الأممية باعترافها بالقدس بأنها عربية سابقًا، مؤكدًا أن كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول مُعارضة على سياسات وقرارات اليونسكو.
كما أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أمريكا تعلل انسحابها بأن المنظمة الأممية تتدخل في الشئون السياسية بالبلاد تجاه القضية الفلسطينية وهذا غير صحيح لأن الاعتراف بالقدس من العلوم الثقافية التاريخية وهذه من ضمن مهام اليونسكو.