منتدى تعليمي إبتدائي - إعدادي - ثانوي - للمعلم والطالب
 
الأحداثالرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» أدعية الامتحانات
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالسبت يناير 27, 2024 10:42 pm من طرف faridaahmed

» 9 نصائح مهمة تساعدك في عمل بروفايل للشركة الخاصة بك
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:14 am من طرف منة اجادة

» خصومات لا تعوض على عمل بروفايل شركة من "سايت أب"
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 9:50 am من طرف منة اجادة

» هل تحتاج إلى مساعدة في تصميم بروفايل شركتك؟
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 9:19 am من طرف منة اجادة

» ماذا توفر لك "سايت أب " أفضل شركة لكتابة محتوى تعبئة المواقع ؟
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 8:55 am من طرف منة اجادة

» خدمة أفضل شركة كتابة بروفايل جذاب وإبداعي مع ’’سايت أب’’
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 2:22 pm من طرف منة اجادة

» أفضل تصميم متجر إلكتروني : نافذتك لزيادة عملائك
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 1:51 pm من طرف منة اجادة

» أفضل تصميم متجر إلكتروني : نافذتك لزيادة عملائك
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 1:28 pm من طرف منة اجادة

» "إجادة" أقرب مكتب ترجمة معتمد لترجمة أوراقك
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 11:25 am من طرف منة اجادة

» "إجادة" أفضل مكتب ترجمة الصور في السعودية
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 1:35 pm من طرف منة اجادة

» خصومات من أفضل مكتب ترجمة عقود الزواج انتهزها الآن
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 1:13 pm من طرف منة اجادة

» "إجادة" أقرب مكتب ترجمة معتمد لترجمة أوراقك
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 12:58 pm من طرف منة اجادة

» أهمية تصميمات الجرافيك من" سايت أب " أفضل شركة تصميم جرافيك
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 12:39 pm من طرف منة اجادة

» ارفع موقعك على الإنترنت مع خدمات استضافة المواقع من "سايت أب"
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 11:42 am من طرف منة اجادة

» 7 فوائد توفرها أفضل شركة سيو بقطر
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 11:21 am من طرف منة اجادة


شاطر
 

 رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هنا جلال
المدير
المدير
هنا جلال

عدد المساهمات : 24470
نقاط : 64474
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 18/12/2012

رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Empty
مُساهمةموضوع: رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان   رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالأحد يوليو 05, 2015 4:58 pm


رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان

كتب: د. عادل بن أحمد باناعمة
25 يونيو, 2014 - 27 شعبان 1435هـ

"ذاتَ صباحٍ، وفي دولةٍ أوروبيةٍ، دخلتِ المعلمةُ الفصل على أطفالها، كان الحديثُ عن المستقبل، والأحلامِ، والآمال، طرحتِ المعلمةُ السؤال المعتاد: ماذا تريدُ أن تكونَ في المستقبل؟ وكالعادة تحدث الأطفال عن الطبيب، والمهندسِ، والمخترعِ، والفنانِ، واللاعبِ، والتاجرِ وهلمَّ جراً. إلا طفلاً واحداً مسلماً أجاب بجوابٍ لم تفهمْهُ المعلمةُ.

كان جوابُ هذا الطفلِ: أريد في المستقبلِ أن أصبحَ صحابياً!!

لم تفهم المعلمة معنى الصحابيّ، واضطرتْ لزيارةِ والدي الطفلِ اللذَيْنِ شرحا لها مفهوم الصحابةِ، ومكانتَهم ومنزلتهم، وشريفَ أخلاقهم، وجليلَ أعمالهم، وعندها قررتِ المعلمةُ أن تدخل الإسلام بسبب أمنيّة هذا الطفل!

كانَ السرُّ الذي علَّقَ هذا الطفلَ الصغيرَ بصحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، هو أنَّ والديهِ قررا في رمضان أن يحكيا له قصةَ صحابيٍّ بعد صلاةِ التراويح، ثم امتدّ بهم الأمرُ فيما بعد رمضانَ، فصار الأمرُ عادةً يوميةً، أخرجتْ طفلاً يتمنّى أن يكون صحابياً.

هذه القصةُ اللطيفةُ أوردَها باحثٌ تربويٌّ هو الأستاذ عبدالله محمد، في رسالةٍ لطيفةٍ –انتفعتُ ببعض أفكارها وقصصها في هذه الخطبةِ- عنوانها: كيف تعيش مع أبنائك أجملَ رمضان؟ والقصةُ والرسالةُ معاً تفتحانِ باباً من القولِ لطيفاً، هو: كيف يمكنُ استغلالُ هذا الشهر الكريم لا لتربية النفسِ فحسبُ بل لتربية الأبناء كذلك.

لقد جرتْ عادةُ أغلبِ الأحاديث الرمضانيةِ أن تدورَ حول فضائلِ رمضانَ ومزاياه، أو حول سياسةِ الإنسان فيه لنفسِهِ تزكيةً وتطهيراً، ولكنّ هذه القصةَ وهذه الرسالة أيضاً تلفتُنا إلى الجانب الآخر.. إلى الأبناء في رمضان.. وكيف يمكنُ أن تُستغلَّ هذه الفرصةُ لتجاوزِ عقباتِهم الإيمانيةِ والأخلاقية والتربوية.

ما منْ أبٍ –تقريباً- إلا وهو يعاني مشكلاتٍ من نوعٍ أو آخر مع أبنائه وبناتِهِ.. فمنا من يشتكي من سوء أخلاقهم، ومنا من يتضجر من عقوقهم، ومنا من ينزعجُ من ضعفهم الإيمانيّ، ومنا من يصرخُ من سلبيتهم ولا مبالاتهم، ومنا من يتألم من جفافهم العاطفيّ تُجاه والديهم.. وهلمَّ جراً من مشكلاتِ الأبناء التي تتجدَّدُ وتتنوَّعُ.

وما يغيبُ عنا أحياناً أنَّ هذا الشهر الكريمَ هو فرصةٌ ذهبيةٌ لتجاوزِ هذا كله.

ما الذي يجعلُ من شهر رمضان الكريمِ فرصةً استثنائيةً لعلاجِ مشكلاتِ الأبناء؟

هناك أربعةُ أسبابٍ:

السببُ الأول: أنَّ هذا الشهرَ الكريمَ هو شهرُ تصفيدِ مردةِ الشياطين، ففي الحديث الشهير عند البخاريّ: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنةِ، وغلقتْ أبواب جهنم، وسلسلتْ الشياطين). وفي رواية الترمذي: (صفّدتِ الشياطينُ ومردةُ الجنّ).

إنَّ أكثرَ ما يفسدُ علينا أبناءَنا هو (مشاركةُ) إبليس لنا في أولادنا، والله يقول: {واستفزز من استطعتَ منهم بصوتك وأجلبْ عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.

قال ابن جرير: "كل مولود ولدته أنثى عُصِيَ اللهُ فيه.. فقد دخل في مشاركة إبليس فيه" [تفسير ابن كثير].

الشياطينُ إذن تشاركُنا في أولادِنا، فتوسوسُ لنا أن نقصِّرَ في حقهم، أو ندفعهم للمعصية، وتوسوسُ لهم هم أنفسهم أن يقعوا في المعصيةِ، وأن يستخفوا بحدود الله وحرماتِهِ. وهذا الحضورُ الشيطانيُّ الكثيفُ هو ما يجعل كثيراً من جهودنا التربوية تضيعُ هباءً، فالشيطانُ كما أخبر الله عنيدٌ في عداوته: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، شموليٌّ فيها: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}، مستمرٌّ في تأجيجها: {قالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}.

إذنْ.. هذا العدوُّ اللدودُ الذي يشاركك في أبنائك، وينازعك تربيتهم، ويفسد عليك جهودك لإصلاحهم، هو مصفَّدٌ في هذا الشهرِ الكريم، مقيَّدٌ، لا يستطيع فيه ما يستطيع في غيره، ومن ثم فإن الساحةَ قد خلتْ لكما أيها الأبوانِ أو كادتْ! فكيف لا يكون هذا الشهر فرصةً استثنائية ثمينة لعلاج مشكلاتِ الأبناءِ، وتربيتهم؟

السببُ الثاني الذي يجعلُ من (رمضان) فرصة تربوية نادرةً لا يجوز إهدارها هو أنَّ الحافزَ المجتمعيَّ يعينُك فيه على التربيةِ.

من أكبر مشكلاتِ تربيةِ الأبناء أن ما يجتهد الأبوان في تلقينِهِ لابنهما يجدانِ عكسه أو ضده خارج أسوار البيت. يُحث الابن على صلاةِ الجماعةِ مثلاً ثم يجدُ المجتمعَ من حوله زاهداً فيها. ويُدعى للكفِّ عن الكذبِ مثلاً فيتعرّضُ له في كل مكان وهكذا!

في رمضان تنتظمُ المجتمعَ كله حالةٌ إيمانيةٌ عاليةٌ، تجعلُ من البيئة المحيطةِ للأبناء والبناتِ بيئةً مساعدةً على القرب من الله، ومعينةً للوالدينِ على ترسيخ التوجيهات التربوية المطلوبةِ.

السببُ الثالثُ الذي يجعلُ من رمضان فرصة تربوية مهمة للأبناء هو صلاةُ التراويح!

وقد يتساءلُ البعضُ: وما شأن صلاةِ التراويح؟

والجوابُ في هذا الحديث الذي رواه ابن حبانَ في صحيحِهِ عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله، إنَّ فلاناً يصلي الليل كلَّه، فإذا أصبح سرق!! فقال صلى الله عليه وسلم: (سينهاه ما تقول)!

[الألباني في الضعيفةِ: "رواه أحمد والبزار والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/430) والبغوي في حديث علي بن الجعد (9/97/1) وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح معاني الآثار" (31/1/69/1) بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة].

وقد رواه القرطبيُّ في تفسيرِهِ عن أنسِ بن مالكٍ، وزاد في آخره: فلم يلبث أن تاب وصلحت حاله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألم أقل لكم). [تفسير القرطبي، عند قوله تعالى: (اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك) العنكبوت: 45].

وحاصل هذا الحديث أن الذي صرفَ ذلك الأنصاريَّ عما كان عليه من السوءِ هو استمرارُهُ في قيام الليل، وهذا صريحٌ في أن قيام الليلِ معينٌ جداً على تركِ السيئاتِ والمعاصي، وهو كالتخصيصِ للعمومِ الذي وردَ في قوله تعالى: {إنَّ الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ}، فكأنَّ الصلاةَ في عمومها ناهيةٌ، وقيام الليل أخصُّ في ذلك وأبلغُ أثراً، ولعل هذا وجهٌ من الوجوه التي يمكنُ فهمها من قوله تعالى: {إنَّ ناشئةَ الليلِ هي أشدُّ وطئاً وأقومُ قيلاً}.

وظاهرٌ للعيانِ أنَّ أبناءنا –إلا أقل القليل ممن رحم الله- لا يعرفون قيام الليل إلا في رمضان، في صلاةِ التراويح، وبالتالي فإن أداءهم لها هو اختصارٌ مهمٌ لمشوارٍ طويلٍ نحو تربيتهم على ترك المعاصي، والتخلصِ مما لزمهم منها، ولذلك قلت: إن رمضانَ فرصةٌ استثنائيةٌ لتربية الأبناء.

ثمتَ سببٌ رابعٌ أيضاً لكون رمضانَ فرصةً نادرةً للإصلاح التربويّ للأسرةِ، وهو أنّه أرجى مواسم العام لإجابةِ الدعاء، وأكثرُها أوقاتاً مباركةً وردَ النصُّ فيها على الإجابةِ. بل لو قلنا: إنَّ جلَّ أوقاتِ إجابةِ الدعاء التي ورد فيها الفضلُ تجتمعُ في رمضان إلا ما كان من يوم عرفة، لكان ذلك صحيحاً.

ومن جهة أخرى فإنّ استعدادنا النفسي والإيماني للدعاء في أوقات الإجابة أعلى ما يكون في رمضان.

فساعةُ الفطرِ المباركةُ أزكى ما تكون في رمضانَ. وفي الحديث: (للصائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ).

فالسجودُ أكثرُ ما يكون في رمضان، ومثله أدبارُ الصلواتِ. وفي الحديث: (وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).

وأوقاتُ السحرِ أكثر ما نكون فيها يقظين مصلين داعين في رمضان.

وساعة إجابة الجمعة حاضرةٌ في رمضان. وفي الحديث: (في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه).

وما بين الأذانين لا يكاد بعضُنا يكون في المسجد إلا في رمضان.

وساعةُ الظهر من يوم الأربعاءِ  موجودةٌ في رمضان. وقد روى جابرٌ رضي الله عنه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا: يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، فعُرِف البشر في وجهه، قال جابر: "فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة" [البخاري في الأدب المفرد].

وقس على ذلك معظمَ ما ورد في أوقاتِ الإجابةِ، وأضف إليها ما لهذا الشهر من خصوصيةِ كثرةِ الدعاءِ في القنوتِ، وعظم أعدادِ المؤمنين عليه، وما فيه من تنزل الملائكةِ والبركاتِ الخاصةِ كليلةِ القدرِ.

حين نتأمل هذا كله نجدُ أنَّ (الدعاءَ) الذي هو مفتاحُ (القلوبِ) التي هي بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. نجدُ أن هذا الدعاءَ بابُهُ الأعظمُ الأرجى للإجابة هو في رمضان.

ومن ثمَّ يكون رمضانُ فرصةً ذهبية لإصلاحِ الأبناء من خلال تتبعِ مواقيتِ الإجابةِ هذه وشغلِها بالدعاءِ الخالص لهم.

هذه أربعةُ أسبابٍ منتقاةٌ لا مستقصاةٌ تكشفُ لنا عن القيمةِ التربوية الهائلةِ لهذا الشهرِ الكريم، وإمكانيةِ أن يكون أداةً استثنائيةً لصلاحِ الأبناءِ، ولذلك وجبَ على كلِّ أبٍ رشيدٍ، وأمٍّ حريصةٍ، وجبَ عليهما أن (يخططا) لجعلِ هذا الشهرِ فرصةً تربويةً للأبناءِ والبناتِ.

وحتى لا يكونَ كلامُنا نظرياً فقط، فسوف أذكر أربعَ تجاربَ أسرية واقعية تمثل صوراً لطيفةً للتخطيط التربويّ الرمضانيّ.

التجربةُ الأولى: (كرةُ التراويح).

وهي تجربةُ أبٍ أراد أن يرغبَ ابنَهُ الصغير (ستّ سنوات) في صلاةِ التراويح، ويحببها إليه، فقال له: سأشتري كرةً جديدةً نسميها كرة التراويح! وبعد عودتنا كل ليلة من الصلاةِ سنلعب معاً مباراة جميلة أسميناها مباراة التراويح، وبدأ المشوار، ففرحَ الصغيرُ، ولزمَ التراويح، ثم تسامعَ الجيرانُ فشاركوا، وصلى من لم يكن يصلي من الأبناء. يقول الأب: فصار ابني لا يفوِّتُ صلاةَ التراويح، ثم قال لي: بابا أيقظني لصلاة الفجر! فقلت له: لا تتوقع مباراة بعد الفجر، فضحك وقال: بل أريد أن أصلي.

التجربة الثانية: (فطورُ المحبة).

بطلُ هذه التجربةِ أبٌ كان يشتكي من انشغاله الدائم عن أبنائِهِ، وعدم قدرته على الجلوس معهم، وكانت دقائق الغداء أو العشاء التي يجلسها معهم تتحول إلى شكاوى من الأم ولوم من الأب. إلى أن كتب له ولده قبيل رمضان رسالة يقول فيها: أبي لا تجعلني أكره تناول الطعام معك!!

تنبه الأبُ، وقرر أن يجعل من رمضان فرصة للتغيير، فحوَّلَ لحظات الإفطار والسحور إلى جلسات مودةٍ ومحبة ومرحٍ مع الأبناء، فتغيرتِ العلاقةُ تغيراً جذرياً، وزالتْ حواجزُ وسدود.

التجربة الثالثة: (جيب المساكين).

صاحبةُ هذه التجربة أمٌّ أرادتْ أن تستثمر رمضان لتربي ابنها على الصدقة، فقررت أن تأخذه معها وهي تمرُّ على النساء الفقيرات ممن تعرف وتتصدق عليهن، وتطلبُ منه هو أن يسلمها لهنّ، فصار يسمعُ الدعواتِ، ويستشعر اللمساتِ الحانية، وأحسّ بلذة العطاء. فقرر من بعدها أن يسمي جيبه الأيمن (جيب المساكين)، وألا يضع فيه إلا المال الذي يريد أن يتصدق به! وصار يقسم أحيانا مصروفه المدرسي إلى قسمين: قسمٍ في الجيب الأيمن، للصدقة، والآخر في الأيسر لطعامه وشرابه. ثم صار يأخذ مصروفاً أسبوعياً خاصاً للجيب الأيمن يتصدّقُ به!

التجربة الرابعة: (وزير الإعلام المنزلي).

هذه التجربةُ صاحبُها أبٌ خشيَ على أبنائِهِ غوائل البرامج الرمضانية المفسدةِ، وأدرك أن (غلق) التلفاز أو الحرمان الكليّ منه ليس حلاً مناسباً للأبناء، فقرَّر أن يعين كل أسبوعٍ واحداً من أبنائه الأربعة (وزيراً للإعلام المنزلي) يتولى الاطلاع على خارطة برامج القنوات، ويحدد المفيد منها، ويضع به جدولاً ولا يسمح لأحد بمشاهدةِ غيرها! وهكذا التزم الجميع بمشاهدة النافع، بل تنافسوا في اختيار ما هو أجود مادةً وأنسبُ وقتاً.

هذه أيها الإخوة تجارب عمليةٌ واقعيةٌ..

وأرجو ألا يذهبَ وهمُ أحدٍ إلى أن في بعضها (تغييبا) للإخلاصِ، أو تعليقاً بأمور دنيويةٍ، فإن التشجيع على الطاعةِ، والمكافأة عليها مطلبٌ تربويٌّ، وها نحنُ نرى جوائز حفظِ القرآن، وحفظِ السنةِ، تملأ الآفاق، ويباركها المشايخُ والعلماءُ. المهم أن يحذر الوالدانِ من التعليق الماديّ الصرفِ، أي من تحول المكافأة على الطاعةِ إلى أجرةٍ عليها، والفرقُ أن الأجرة تكون مشروطةً معلومة التفاصيل والمقدار مطردة، والمكافأة تكون بغير شرط، وقد تتغير، وربما وقفت أحياناً.

وحين تترافق هذه الحوافزُ المادية مع كمّ أوفر من الحوافز المعنوية بالتذكير بالأجر والثواب والفضل فإنّ الميزان يعتدلُ. ويُراعى في هذا السنُّ أيضاً فكلما كبرَ الابنُ أكثر كلما كان الميلُ إلى المكافأة المعنوية، والتحفيز المعنويّ أكثر.

أسلفنا أيها الأحبةُ فيما مضى إطاراً نظرياً، ونماذج واقعية.

وبقي أن نذكر أفكاراً مقترحةً، ومشاريعَ ممكنة، يمكنُ لأيٍّ منا أن يطبقها أو يطورها أو يقيس عليها أو يأتي بأحسن منها.

وأذكر بأنَّ بحثنا إنما هو في استغلال هذه الفرص الاستثنائية في رمضان في تغيير واقع أبنائنا نحو الأفضل، وبالتالي لا نستثمر رمضان في تربية أنفسنا فحسب بل نجعلُهُ كذلك بوابةً لتربية أبنائنا.

المشروع الأولُ: مشروعُ الأهداف الرمضانية:

وخلاصته أن تجلس الأسرة وتتناقش ليحدد كل عضو فيها أهدافه في رمضان من الطاعة والعبادة والتعلم والعمل الصالح، ثم تصبحُ هذه الأهداف معلنةً وتتخذ طريقة مناسبة لمتابعة التقدم فيها.

المشروع الثاني: مشروعُ مجالسِ الذكرِ الأسرية:

وهي مجالسُ يجتمعُ فيها الأبوانِ مع الأبناء لذكر الله عزّوجلَّ، مستحضرين نزول الملائكة، وشهودَها حلقَ الذكرِ، فيقرؤون فيها ورداً يومياً يمثِّلُ ختمةً للأسرةِ، أو حتى فاتحةَ ختمةٍ تستمرُّ لما بعد رمضان، فتقع بركةُ الاشتراك في التلاوةِ، ويستمع الوالدانِ لتلاوة الأبناء ويصححانها.

وربما كان اجتماعهم على أذكار الصباح أو المساء فيذكرُ كل واحدٍ منهم ذكراً، فيقع التذكير بها، وحفظُ الجديد منها، ومراجعةُ المحفوظ.

وربما كان اجتماعهم على الدعاء، فيدعو الأبُ ويؤمِّنُ الباقون، ثم إن شاؤوا دعا كل واحدٍ منهم بما في نفسه وأمَّن الباقون، وقد روى ابن سعدٍ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّ بنفرٍ من أصحابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم جلوسٍ، فجلس معهم، ثم قال لأقربهم منه عن يمينه خذْ في الدعاء، فدعا بما فتح الله له، ثم استقرأ الثاني وهكذا حتى دعا كل منهم بما أراد، ثم شرع عمر بالدعاء، قال أبو سعيد: فما كان في القوم أكثر دمعاً ولا أشد بكاءً منه، فلما فرغ قال: الآن تفرقوا. [طبقات ابن سعد 3/294].

فهذه المجالس الأسريةُ للذكر عظيمةُ الأثرِ، ولاسيما إن تُحرِّيَ لها أوقات الإجابة كالدقائق الأخيرة قبل الإفطار، أو بعيد السحور وقبل الفجر.

المشروعُ الثالث: السباقِ العباديّ:

بحيث يضعُ الأبوان أنموذجاً أو جدولاً يتضمن أهم العبادات: كالصومِ، وأداء الفرائض في أول الوقت، والنوافل، والتراويح، والوتر، والأذكار وغيرها.. ويسجل الأبناءُ والوالدان يومياً ما أنجزوا من ذلك، وبنهاية كل يوم أو كل أسبوع يظهرُ السابقُ من اللاحقِ ويقعُ التنافسُ الحميدُ.

المشروع الرابع: مشروعُ صحابيِّ اليوم:

وهو مشروعٌ يسيرٌ لطيف، يقوم فيه الوالدان باختيارِ ثلاثين صحابياً وصحابيةً، ويعدّون عن كل واحدٍ منهم، ورقةً صغيرةً فيه ترجمةٌ مختصرةٌ موجزةٌ مؤثرة، وتوزعُ يومياً، ويحتفظ بها كل ابنٍ في ملفٍ خاصٍّ، ويمكن للأسرة في لحظات اجتماعها للطعام أن تتذاكر حكاية صحابيِّ اليوم، وتستنبط بعض الفوائد منها.

المشروع الخامس: مشروع كن مسؤولاً:

وهو مشروعٌ يهدفُ إلى التخفيف من حالة التواكل والسلبية واللامبالاة التي تطبعُ الجيل الجديد للأسف، وحاصله أن تحدد مهام ومسؤوليات البيتِ في هذا الشهر وتوزَّعَ على الأبناء والبنات، ويتابعون عليها ويحاسبون، ثم يكافؤون على إحسانهم، فيتعلمون بذلك حمل المسؤولية، والقيام بالأمانة.

هذه خمسةُ مشاريع، وسبقتها أربعُ تجارب، وسبقهما إطارٌ تنظيريٌّ محفزٌ لاغتنامِ شهر رمضان تربوياً.

وعلى كلٍّ فليس كلُّ ما ذُكِرَ هنا إلا نماذجَ وأمثلةً وصوراً القصدُ منها لفتُ النظرِ إلى هذا البعدِ الأسريِّ المهم في هذا الشهرِ الكريمِ. وهو إجمالاً داخلٌ في قول المولى جلّ جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

أيها الأحبة.. ليستْ خسارتُنا الشخصية في رمضان وعدم نجاحنا فيه بأقل سوءاً من خسارةِ أبنائنا وأسرنا وعدم نجاحهم!

فلا يكنْ همُّ أحدنا أن يجوِّدَ عباداتِهِ ثم ينسى أن من ورائه أسرةً هو راعيها، ومسؤول عنها.

أعرفُ أن البعض قد يطأطئ رأسه ويقول: لا فائدة! أبنائي شبّوا عن الطوق!

وأنا أقول: {ولا تيأسوا من روح الله}، والهداية بيد الله.

لنأخذ بالأسباب متوكلين على ربِّ الأسباب .. وعسى أن تكون العاقبة كما نحبُّ ونأملُ، والله عند ظنِّ عبدِهِ به.. فلنحسن ظننا بالله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hanagalal.ahlamontada.com
هنا جلال
المدير
المدير
هنا جلال

عدد المساهمات : 24470
نقاط : 64474
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 18/12/2012

رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان   رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان Icon_minitimeالأحد يوليو 05, 2015 4:59 pm

sob7an allah
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hanagalal.ahlamontada.com
 
رمضان والأبناء.. نحو توظيف تربوي أمثل لرمضان
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان
» 100سؤال تربوي لكادرالمعلمين المصريين
» نور والبئر المسحور».. عمل تربوي يدعو إلى حب الوطن والناس
» 4 مبررات تجعل إجادة أشهر موقع ترجمة في الإمارات خيار أمثل للحلول اللغوية
» توظيف أغطية القوارير البلاستيكية بطرق مختلفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات هنا جلال التعليمية :: المنتدى الإسلامي :: الخيمة الرمضانية-
انتقل الى: